تشكل الترجمة اليوم صناعة ضخمة يمكن تقسيمها إلى اختصاصات مختلفة بحسب طريقة الترجمة فمنها الفورية و منها المكتوبة أو المسموعة أو المرئية أو بحسب موضوع الترجمة فمنها السياسية و الرياضية و العلمية و الأدبية و المالية وغيرها، كما وتشمل مجالات عمل الترجمة قطاعات كثيرة من الشركات إلى المنظمات إلى الوزارات وغيرها الكثير من الأفراد والهيئات.
ومثلها مثل باقي الصناعات فإن العاملين في الترجمة يجب أن يمتلكوا خبرات ومهارات تؤهلهم للعمل في هذا المجال، والباحث في هذا المجال يجد أن الترجمة تحتاج إلى ملكات ومواهب معينة كما تحتاج إلى قدرات وكفاءات تجعل منها مهنة ليس من السهل اقتحامها والعمل فيها وفي مقالنا هذا سنتحدث عن عشرة مهارات يجب أن يمتلكها المترجم، ويوجد مهارات غير هذه العشرة يجب أن يمتلكها المترجم ولكن هذه قد تكون أهمها، وقد قسمنا هذا المهارات العشرة إلى قسمين، الأول هي المهارات الأساسية التي لابد للمترجم من امتلاكها كي يدخل هذه الصناعة، والثاني هي المهارات التي تجعل من المترجم مترجماً محترفاً وتنقله إلى عالم الإحتراف.
* المهارات الأساسية وهي المهارات التي يجب أن يمتلكها كل مترجم حتى يتمكن من العمل في هذا المجال ونذكر منها :
- إتقان لغتين على الأقل : معرفة لغة المصدر ولغة الهدف بالتأكيد يعتبر من أساسيات الترجمة بين لغتين مختلفتين فمن غير الممكن ترجمة نص من لغة إلى أخرى إذا لم يكن لدى المترجم الخزينة الكافية من مفردات و مصطلحات اللغتين التي يقوم بالترجمة بينهما.
- إتقان القواعد اللغوية : إتقان القواعد اللغوية للغتين التي يترجم بينهما فلا يمكن أن يكون المترجم مترجماً إذا كان لا يستطيع صياغة جملة صحيحة نحوياً وقواعدياً إن كان في اللغة المصدر أواللغة الهدف.
- التخصص الأكاديمي : التخصص في مجال الترجمة أكاديمياً لأن معرفة لغات مختلفة لا يعني بالضرورة أن الشخص أصبح مترجماً بل يجب إدراك قواعد وأصول هذه المهنة.
- القدرة على الصياغة المتقنة : القدرة على الصياغة المتقنة أي إعادة صياغة النص المترجم و تدقيقه وبناءه إملائياً ونحوياً ليصبح كأنه قد كتب باللغة الهدف ذاتها.
- معرفة المصطلحات : المعرفة التامة بمصطلحات المجال الذي يختص به المترجم فمصطلحات المجال السياسي تختلف عن مصطلحات المجال العلمي والنص في موضوع اقتصادي يحتوي مصطلحات تختلف عن مصطلحات نص أدبي مطلوب ترجمته وهكذا.
- مهارة تحليل النصوص : التحليل الجيد للنص الأصلي مهارة أساسية مطلوبة للمترجم وهي تمكِّن المترجم من فهم النص الأصلي واستيعاب افكاره الواحدة تلو الأخرى ثم ربطها منطقياً ليتمكن بعدها من انتاج نص مترجم رصين يحاكي النص الأصلي.
* المهارات الإضافية وهي المهارات التي تجعل المترجم محترفاً وتمنحه التميز والتقدم على منافسيه ونذكر منها :
- الثقافة والاطلاع : الاطلاع قدر المستطاع على ثقافات وعادات وتقاليد البلدان التي يترجم لغاتها وحتى متابعة أهم أخبارهم في مجالات السياسة والاقتصاد وغيرها مايمنحه عمقاً وإدراكاً لكل كلمة ومصطلح وعبارة عند ترجمة النصوص المتعلقة بهذه البلدان.
- مهارة البحث والاستكشاف : وتمنح هذه المهارة المترجم القدرة على متابعة كل ماهو جديد في اختصاصه واستكشاف كل مايصعب على غيره من المترجمين و مراكمة الخبرة مع مرور الوقت.
- إدارة الوقت : الوقت عامل لا يمكن فصله في عالم اليوم عن إتقان العمل، إن إدارة الوقت بشكل جيد تمنح المترجم القدرة على إنجاز أعماله في الوقت المناسب والالتزام بمواعيدها وهو جزء لا يتجزأ من الإحتراف.
- مواكبة التقنيات الحديثة : لابد للمترجم من إتقان برامج الكتابة على الحاسوب مثل برامج الأوفيس وإتقان العمل على البرامج المتعلقة بالترجمة الآلية ومهارات البحث على الإنترنت وغيرها من المهارات الحديثة التي تساعد المترجم في إدارة الوقت بشكل أفضل وتزيد من جودة عمله.
وفي المحصلة نجد أن عمل المترجمين ليس بتلك السهولة التي يتخيلها البعض، بل إن بعض المواقف والأحداث تثبت أن للترجمة دوراً تاريخياً مؤثراً، لذلك يقع على المترجمين واجبات ومسؤوليات تحتم عليهم إتقان عملهم وتطوير أنفسهم بشكل مستمر.
Copyright © WeTranslate. All Rights Reserved.