أتاح لنا الإنترنت في عصرنا الحالي فرصة الاستغناء عن الوسيط وخلق ما يمكن تسميته باقتصاد تشاركيّ (sharing economy) حيث تعمل الشركات على توفير خدماتها لأي شخصٍ راغبٍ بها بسرعة عن طريق تطبيقاتها أو مواقعها، بغية منح هؤلاء العملاء أو المستخدمين استقلالية عن محترفي المجالات المختلفة لم تكن لتتوفر لهم سابقاً.
وقد يبدو أن الترجمة تنضوي أيضاً تحت خانة الأعمال التي وقعت تحت هذا التأثير، فلو قمت ببحث سريع على Google فسوف تتمكن من إيجاد العديد من المواقع والمنصات التي تقدم ترجمات رخيصة لأي شخص، وبالتأكيد سيتبادر لأي رائد أعمال يهتم بالتكلفة سؤالٌ جوهري: لماذا عليّ أن أدفع مقابل التعاقد مع شركة ترجمة محترفة والبدائل الأرخص موجودة بل موجودةَ بكثرة في كل مكان، ما القيمة التي توفرها شركات الترجمة التقليدية ولا توفرها المنصات المنتشرة على صفحات الويب؟
إيجاد وإدارة مترجمين جيدين
هناك ميزة معينة تعطي لشركات الترجمة أفضلية واضحة على الخيارات الأخرى وهي: إيجاد المترجمين المخضرمين في مجالات مختلفة ثم يتم اختيار المترجم الأنسب لمشروعكم سعياً لإخراجه بأفضل صورة ممكنة.
تعمل شركات الترجمة على صون سمعتها وحمايتها عن طريق التعامل مع مجموعة من المترجمين المحترفين الذين غالباً ما يكونون متواجدين داخل البلد للبقاء على إطلاع دائم على آخر التطورات الثقافية واللغوية، بدلاً من مترجمين غير المُلمين بهذه التفاصيل المهمة جداً.
المترجمون الممتازون هم ذخر الشركة وأيضاً واجهتها والشركة الجيدة حتماً ستبذل قصارى جهدها لاستقطاب المترجمين ذوي التجربة والمهارة والذين بإمكانك تسليمهم مشروعك وأن تثق تماماً أنه سيكون بالصورة التي تأملها.
إلى جانب استقطاب المترجمين، هناك مهمة أخرى تقع على عاتق شركة الترجمة وهي إدارة هؤلاء المترجمين، وبالتأكيد هذه أيضاً ليست بالمهمة السهلة، خاصةً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العديد من المشاريع التجارية على سبيل المثال تنطوي على أكثر من لغتين، فقد تجدُ نفسك تعمل بأكثر من لغتين ومع مجموعة من الأفراد في الوقت ذاته، تنسق معهم وتتواصل بشأن مواصفات مشروعك وتنظيمه ومراقبة تقدمهم وطلب التحديثات وموعد التسليم، غالباً ستدخل في دوامة وتغرق في التفاصيل المملة لعدم توافر الأدوات لديك ولا الخبرة اللازمة للتعامل مع مواقف كتلك، فلماذا لا تتعاقد مع شركة ترجمة لديها مسبقاً كل ما تحتاجه لكي تقوم بكل هذه الإجراءات عنك؟
مراقبة جودة الترجمة
غالبًا ما نواجه افتراضاً خاطئاً بأن أي شخص يتحدث لغتين معينتين مؤهل للترجمة بينهما، في الواقع تعتبر الترجمة مهارة تخصصية بامتياز وتعتمد على دراسة مكثفة للغات والثقافات مع سنوات من الخبرة لتقديم معنى لغة ما بدقة في لغة أخرى.
على الرغم من صعوبة العثور على مترجمين موثوقين وذوي جودة عالية، فإن الصعوبات تتضاعف عندما يتطلب ترجمة النصوص التخصصية قبل المواعيد النهائية الضيقة، لكن شركات الترجمة الاحترافية لديها إجراءات تضمن إدارة صارمة للجودة والتزام جاد بالمواعيد النهائية المحددة بينها وبين العميل، ولديها أيضاً سياسة ضمان جودة، فبعد الترجمة الأولية تتم مراجعتها من قبل مترجم محترف واحد على الأقل ثم يتتبع مديرو المشاريع أداء الفريق وبالتأكيد موثوقية مضمون النصوص.
في بيئة عمل معقدة كبيئة العمل في الترجمة وخصوصاً أثناء العمل على مشاريع كبيرة تقوم شركة الترجمة برفع حالة التأهب القصوى لضمان انسيابية العمل واتساقه في محاولة لدرء الأخطاء البسيطة ومنعاً لفقدان أية معلوماتٍ أو نسيانها.
المهام الإدارية
للوهلة الأولى قد لا تبدو مهمة التعامل مع عدد من المترجمين المستقلين بتلك المهمة الصعبة أو التي تحتاج مجهودات إضافية بدلاً من وكالة ترجمة واحدةَ، لكن إن سبق وتعاملت مع التحويلات المصرفية الدولية أو فرق الترجمة التي تعمل في مناطق زمنية مختلفة فقد تبدأ بفهم مدى تعقيد الأمر وأهمية الوقت والرسوم التي بإمكان شركة ترجمة أن توفرها لك، بدلاً من الاضطرار للتعامل مع المهام المتكررة والروتينية مثل تتبع الفواتير المرسلة والمستلمة والتأكد من الموعد النهائي، فإن شركة الترجمة هي متجرك الشامل للتعامل وحل جميع هذه المشاكل والتعقيدات التي من الممكن أن تواجهها.
أدوات الترجمة المتقدمة
يتطلب تعقيد الأدوات الحالية درجةً عالية من الخبرة والتخصص من المترجمين، لا يستخدم المترجمون أدوات مساعدة كالترجمة الآلية (MT) فحسب بل يعرفون تماماً المدى المفترض للثقة بهذه الأدوات وعدم الاعتماد الكامل والحصري عليها، وهم يعرفون أيضاً كيفية التعامل مع تنسيقات النصوص المختلفة وخصوصاً إن لم تكن ترجمتك مستند نصي مباشر كمقالٍ أو كان رسالةً مثلاً أو نص من تطبيق، ففي هذه الحالة عليك أن تتأكد أنك تتعامل مع من يجيد هذه المهارات التنسيقية ومن بإمكانه يحول أي نص في أي صورة كان إلى مستند مترجم ومنسق واضح لا من يجيد الترجمة فقط.
Copyright © WeTranslate. All Rights Reserved.